arablog.org

Tag Archive: ليبيا

الحب ليس نقيضًا للحرب

كُره الحروب العاصفة بنا اليوم، يدفع الكثيرين إلى الإيمان أن الحل بالحب، غير أن هذه الأحلام السعيدة، أكانت وردية أم حمراء غير دموية، هي دموية بلا وجل.

نتاجًا للحب خلق البشر بشريًا صغيرًا، نما الصغير وكبر، ليكمل بدوره المسير، ليحب بشرية صغيرة سابقة بالغة حاليًا، تكاثرا وأنجبوا المزيد من البشر، وظل هؤلاء البشر يتكاثرون يومًا بعد يوم يرهقون أرضهم، يعيثون فيها فسادًا شرقًا وغربًا، شمالاً-جنوبًا، وظلوا يتخاصمون يتشاجرون؛ يتحاربون.

الحرب في الأساس هي وليدةٌ لحب، حبٌ مفرط أبزغ للدنيا ثمرة حربٍ جديدة، في صلبها غضبٌ وطيش، كرهٌ بليغ إلى جوار محبةٍ عميقة يستخدم الأولى ليطلق حربه، والأخيرة ليخمذها إلى أجل، حيث تطلق حلقة جديدة من مسير الحرب اللانهائية، هي شبيهة بما لانهائية باز يطير وما بعدها!

تمكن الحب من يجلب إلى ليبيا وزيرًا محبًا للإعلام، محبًا لشعبه فلم يخشى ولم يتوانى حتى أن يهدد جزءً مسالمًا من مواطنيه بملاحقتهم عسكريًا لأنهم صحفيون عملاء أغبياء لدول أجنبية، ففي دولة الحرب الجميع عميل إن لم يردد ما تقول أو إن لم يصمت مصفقًا في ذهول حكمتك. إن ذات الحب أنجبّ شيخًا جليلاً أباح سفك الدماء في أي مكانٍ يلزم لرفع راية الإسلام من أعداء الإسلام المسلمين أيضًا!

حب روميو وجولييت لم يخلف قصة عاشقين قد تعتبر جميلة وحسب، إنما الكثير من الدماء.

بينما تعج شوارع المدينة بآليات الموت المتنقلة لتحرير المدينة، تعم المنازل موجة من حب الوجود تدفعهم لإنجاب المزيد من البشر ليضمنوا بقاء النسل حتى وإن لم يتمكنوا من العيش الكريم بلقمة خبزٍ وإيجار سكن، فالإيمان المترسخ بأن رزق الوليد سيولد معه أسمى من واقع أن الفقر على الأرجح هو المآل.

طالما استمرت الحرب فهي ستحتاج إلى الحب الذي يلد لها المزيد من الحطب لضمان إستمرار سعيرها المشتعل، الحرب لا تكره الحب وإن كان الأمر في غفلةٍ منّا يبدي العكس.

إلا إن كان الحب مثليًا، فعندها لا خوف كبير من بذرة حرب، حسنًا ذلك أيضًا غير خالٍ من الحرب طالما وجدَّ إيجار الرحم. هل كل الحب يلد حرب؟ لا أظن ذلك، لكن الكثير منه يفعل. وتبقى مناشير الإنترنت المزيلة لراء الحرب جاعلةً منها حُب، أجمل ما يمكن أن تشاهده إبان الحرب!

(مصدر الصورة: كومنز)

دستور ليبيا الجديد: أين ينبغي أن تكون العاصمة؟

التجربة الدستورية الرابعة في ليبيا قد تكون كارثية المحتوى خصوصًا في مستوى الحقوق والحريات، ومكرسة لصناعة “دولة ثيوقراطية” عصرية -ربما!

مرت ليبيا حتى اليوم بثلاث أو أربع نصوص دستورية، كان دستور المملكة الليبية المتحدة سنة 1951 هو الأساس فيها إلى أن عُطِل سنة 1969 في الإعلان الدستوري المؤقت الصادر عن “مجلس قيادة الثورة” العسكري بقيادة معمر القذافي، غيرّ أن المؤقت ظل زمنًا طويلاً حتى صدرت “الوثيقة الخضراء لحقوق الإنسان” من قبل القذافي نفسه والتي لا يمكن الجزم بأنها وثيقة دستورية، وحتى إندلاع الحرب الأهلية الأولى سنة 2011 وسقوط حكم القذافي أعلن “المجلس الوطني الإنتقالي” إعلانًا دستوريًا ظل مستمرًا حتى اليوم وبتعديلات تكاد تتجاوز أصابع الكفين هي أشبه بمحاولات الإنعاش له.

تنتظر البلاد منذ 4 سنوات دستورًا جديد -بناءً على الإعلان الدستوري 2011- ليس من الواضح أهميته في ظل مناخ عدم الثقة والحرب الأهلية السائدة والإنفلات، وبعد أن نشرت الهيأة التأسيسية لصياغة الدستور مطلع العام نتائج لجانها النوعية إنتهت منذ أيام قليلة من صياغة مسودة مشروع الدستور بأكمله عدا مادة وديباجة!

أين العاصمة؟

المسودة المنشورة تكونت من 211 مادة تركت المادة الثانية منها فارغة بسبب عدم التوصل لتوافق حول نصها، المادة التي يفترض على أن تنص حول مكان العاصمة، طرابلس الغرب ليست كما ردد جميع من ظهر على التلفاز سنة 2011: “العاصمة الأبدية” كما يبدو من الجدال الذي يخوضه أعضاء الهيأة تحت القبة! صراع العاصمة قديم، فيُشاع أن القذافي كان يرغب بمسقط رأسه سِرت عاصمةً للبلاد، ويحلم جل سكان شرق البلاد أن تكون العاصمة في بنغازي التي تشاركت “العصمة” في ما مضى حيث كانت هي وطرابلس عاصمةً للبلاد دوريًا في دستور 1951 نتيجة لصراع كالذي يدور اليوم، وكذا مدن أخرى؛ اختلف الأعضاء هنا لكنهم بالأغلب يتوافقون على مواد أخرى في هذه المسودة أشد أهمية تمس الحقوق والحريات.

Ghademis girl - Libya

فتاة غدامسية – للمصور اريك افورج – فليكر

حقوق وحريات

 

المرأة

في باب الحقوق والحريات بالمسودة الحالية، تنسف المسودة آمال “حقوق المرأة” فبعد أن كان من المأمول أن تمنح المرأة المزيد من الحقوق في المساواة وتكافؤ الفرص فقد أستبدلت تلك الآمال بوصفهن شقائق الرجال وتجنب ذكر حظر الزواج القسري وواصل عدم تجنيس أبناء الليبيات المتزوجات من أجنبي:

 

الجنسية

لاجئين أجانب متجهين إلى الحدود المصرية على خلفية الحرب الأهلية الليبية 2011

تفرض المسودة الحالية معوقات كبيرة لتحافظ على “الجنسية الليبية” نقية في تواصل لمشهد الوهم الليبي حول عظمة عرقهم وجنسهم، ليبيا التي تكونت على مر العصور بعرقيات مختلفة أفريقية وأوروبية وكذا آسيوية، تفرض المسودة فيها شرط الإقامة المتواصلة لمدة 20 عامًا على الأقل ليصبح الإنسان مخولاً بطلب الجنسية، كما أقتصر حق منح الجنسية الليبية للأبناء من قبل الأباء حصرًا فيما يعطي أبناء الأمهات الليبيات الأولوية في التحصل على الجنسية إضافة للزوج الأجنبي والزوجة الأجنبية للزوج الليبي، ويظل خطر سحب الجنسية الليبية قائمًا بالنسبة للمتجنسين ففي المادة 12 تنص المسودة على “يحظر إسقاط الجنسية الليبية لأي سبب كان. ويجوز سحبها ممن اكتسبها خلال العشرين سنةً التالية للاكتسابها. ويبين القانون حالات السحب وآثاره.” ما يجعل أولئك المتجنسين رهن التشريع الذي ستصدرها السلطات التشريعية، دون أي سقف. لم تحظر المسودة الجمع بين الجنسية الليبية وأخرى لكنها حظرت توليهم منصاب رئاسة الدولة والوزارة ورئاسة مجلسها، وأمتد الحظر إلى عضوية الأجهزة التشريعية والقضائية وتمثيل البعثات الدبلوماسية والهيئات الدستورية والقيادات العسكرية وفتح الباب للقانون أن يحظر إزدواج الجنسية في مناصب أخرى.

الأقليات واليافعين

صورة لـ منصور الصقر – فليكر

إقتصرت المسودة على إعتبار أن “اللغات التي يتحدث بها جزء من الشعب الليبي لغات وطنية وجزء من ثراته اللغوي ورصيدًا مشتركًا لكل الليبيين” على أن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، في ما كانت المادة 32 الخاصة بالنشء والشباب إنشائية بأن تقوم الدولة برعايتهم وأن توفر لهم سبل الرفع من قدراتهم والمشاركة في الحياة السياسية مع أنها في المواد التالية تفرض أعمارًا كبيرة تولي الوظائف السياسية، لم تراعي المسودة الحالية فرض فرص حقيقية لمشاركة الشباب والنساء وكذا الأقليات في الحياة السياسية والإقتصادية وإن كان بشكل مؤقت حيث إكتفت بكلام إنشائي -غزلي إن جاز الوصف- دون قيمة فعلية، والشي نفسه في المادة المعنية بحقوق الطفل هي الأخرى .

Libya

أحد مساجد زليتن – للمصور ريتشارد مكمانوس – فليكر

الدين والدولة

طوال سنوات ظلت مسألة إن كان الإسلام هو مصدر التشريع أم أحد مصادر التشريع وأثير الجدّل حول ما ينبغي أن يكون نص مادة التشريع، المادة السابعة في مسودة الدستور المختصة بمصدر التشريع نصت: “الإسلام دين الدولة، والشريعة الإسلامية مصدر التشريع وفق المذاهب والإجتهادات المعتبرة شرعًا من غير إلزام برأي فقهي معين منها في المسائل الإجتهادية، وتفسر أحكام الدستور وتقيد وفقًا لذلك.” كما نصت المادة 203 أقصر مادة في المسودة على أن “تصدر الأحكام القضائية باسم الله الرحمن الرحيم” بعد أن كانت تصدر طوال العقود الماضية “باسم الشعب” الأمر الذي كان يحث الصادق الغرياني رئيس دار الإفتاء الليبية عليه منذ زمن خاصةً بعيد بُعيد تعيينه في منصبه الحالي. كما فرضت المسودة في المادة 28 الزكاة وكلفت الدولة بتحصيلها دون أن تخلطها بإيرادتها العامة، وبينما اشترطت في عضوية مجلسي النواب والشيوخ الإسلام، فقد أضافت المسودة شرط أن يكون المترشح لرئاسة الدولة إبنًا لوالدين ليبيين مسلمين أيضًا، فيما نصت في المادة 128 المتعلقة بالحق في التعليم على أن “.. تبنى مناهج التعليم على معايير الجودة وتعاليم الدين الإسلامي وقيمه،.“.

الهيئات الدستورية

نصت المسودة على إنشاء عدد من الهيئات الدستورية المستقلة ينتخب أشخاص مستقلين لإدارتها من قبل السلطة التشريعية، وتمنح هذه الهيئات الشخصية الإعتبارية والاستقلال الفني والإداري والمالي، وهي:

  • المفوضية الوطنية العليا للإنتخابات، المسؤولة عن تنظيم جميع الإستفتاءات العامة والإنتحابات العامة والمحلية
  • ديوان المحاسبة، الجهة الرقابية العليا في الشأن المالي
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان، المسؤول عن ترسيخ قيم حقوق الإنسان ومراقبة أوضاعها ورصد الإنتهاكات بشأنها ودعم المواطنين في الحصول على حقوقهم
  • المجلس الوطني للموروث الثقافي، المعني بالمحافظ على الموروث الثقافي واللغوي الليبي
  • مجلس كبار العلماء، ويشكل من 15 عضوًا من المختصين في الشريعة الإسلامية ويبدي رأيه في ما يحال إليه من سلطات الدولة والتوصية إضافةً لإصدار الفتاوى الفردية في شؤون العقيدة والعبادات والمعاملات الفردية
  • هيأة الشفافية ومكافحة الفساد، المسؤولة عن وضع سياسات تكفل الشفافية ومكافحة الفساد وتنفيذها
  • هيأة التنمية المستدامة، تتولى التوصية بسياسات من هدفها التنمية وتقديم المشورة

لمن أثير الإف إم في بنغازي اليوم؟

قبل سنوات عديدة لم يكن بأثير الـFM في مدينة بنغازي سوى إذاعتان حكوميتان “إذاعة الجماهيرية العظمى” الناطقة بلسان الحكومة آنذاك و”إذاعة بنغازي المحلية” وقبيل فبراير/شباط 2011 بسنوات قليلة ظهرت للوجود محطتي “الليبية إف إم” و”ليبيانا إف إم” التان خصصت جل وقتهما للموسيقا والترفيه، إضافة لراديو الإيمان لتلاوة القرآن والأحاديث.

بعد سيل فبراير

مواكبةً للسيل الإعلامي في كل شيء المترافق لأحداث فبراير شباط 2011 في بنغازي تكونت العشرات من محطات الراديو الليبية ذات الطابع التعبوي الثوري بعد إيقاف راديو “إذاعة الجماهيرية” وأخواتها، وبعثت راديوهات دولية كالجزيرة ومونت كارلو وبي بي سي والآن وغيرها، لم يدم الأمر طويلاً فبعد أشهر اختفت جل الراديوهات المحلية وبعض الدوليات.

فجر وكرامة -ليبيا.

في منتصف عام 2014 الماضي إندلعت الحرب الأهلية الثانية باسماء “كرامة ليبيا” و”فجر ليبيا” كعمليات عسكرية، وكان لكلاهما أثرًا جلي على أثير الراديو، فسارعت عملية فجر ليبيا بعد سيطرتها على طرابلس بإخراس محطات الراديو المعارضة لها، وقامت نظيرتها “الكرامة” بالأمر نفسه عند دخولها لبنغازي فتوقفت راديوهات محسوبة على الإخوان المسلمين كراديو المنارة وراديو أجواء، وراديو آخر كان يبث لصالح تنظيم أنصار الشريعة، إضافةً لإيقاف راديو الجزيرة.

عمليًا بعد دخول قوات مجلس النواب “عملية الكرامة” لبنغازي توقفت كافة الراديوهات عن العمل وعادت تدريجيًا رفقة راديوهات جديدة تبث لصالح العملية، إلى أن إستقر الأثير -كما يبدو- إلى ما هو عليه الآن بعد 5 أشهر من الحرب داخل المدينة لا مشارفها ليصير عدد الراديوهات 8 كلها ليبية إلا واحدة فقط.

 

88.1 راديو سوا

راديو أميركي يبث على مدار الساعة أغانٍ عربية وغربية مصحوبة بأخبار موجزة وفقرات إذاعية.


 

89.3 راديو ليبيا الوطنية

الإذاعة الرسمية المفترضة للدولة تتبث من طرابلس وتتبع لحكومة المؤتمر الوطني العام.


 

90.5 راديو بي بي إن

راديو BBN “شبكة راديو وتلفزيون بنغازي” محطة إذاعية تابعة للسلطات المحلية بالمدينة يهتم بالشؤون لمحلية في إطار بلدية بنغازي.


 

96.9 راديو أثير المدينة  

محطة إذاعية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تبث أناشيد جهادية ودروس وعظية إسلامية تحث على الجهاد في المجمل.


 

98.7 راديو الوسط  

راديو خاص يبث من القاهرة يتبع للصحيفة الليبية “الوسط” يبث أغاني وبعض البرامج الإذاعية المنوعة


 

99.1 راديو ليبيا الكرامة  

بث إذاعي لتلفزيون ليبيا الكرامة الداعم لعملية كرامة ليبيا العسكرية، يبث برامج إخبارية وحوارية


 

 

99.5 راديو وطن الكرامة  

بث إذاعي لتلفزيون وطن الكرامة يبث برامج إخبارية وحوارية داعمة لعملية الكرامة العسكرية، يبث من القاهرة.


 

100.1 راديو ليبيانا هيتس

Libyana HITS FM محطة إذاعية ليبية شبابية تبث الأغاني الغربية رفقة العربية مع نشرات إخبارية قصيرة باللهجة المحلية.

لماذا ليس علينا أن نكره سنة 2014؟

كعادتنا، من سنةٍ إلى سنة نترحم على السنون السالفة ونلعن سنتنا المُرة، الحنين للماضي هو نمط حياة مجتمعنا، ليس المجتمع الليبي وحده إنما كافة -لنقل جُل- مجتمعات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لماذا ليس علينا أن نكره سنة 2014 في ليبيا تحديدًا؟

بداية لطيفة

إنتخابات الهيأة التأسيسية (لجنة الستين)

VOTED

إنتخاب ممثلي سرت في الهيأة التأسيسية – صورة من تويتر @LibyaFromFrance

في مطلع عام 2014 وفي يومه الأول تُبشرنا وكالة الأنباء الليبية الحكومية بخبر إعلان المفوضية الوطنية العليا للإنتخابات بتخطي عدد المسجلين في قوائم الناخبين المليون ناخب، الرقم الهزيل نسبيًا مقارنة مع إلإنتخابات التشريعية 2012، وفي ذات الوقت إنطلقت حملة الدعاية الإنتخابية لمرشحي الهيأة التأسيسية المكلفة بإعداد وصياغة الدستور، دستورٌ يتفائل به المتفائلون -لأكن منحازًا وأقول الواهمون- ولا يرى فيه المتشائمون إلا حبرٌ سيلوث الورق لا أكثر ولا أقل في ظل أنا السلاح بيد “المجتمع الجاهل”.

“إنتخب من أجل دستورك” الجملة التي ملأت الطرقات ولاقتك أينما وليت وجهك في المدن الليبية الكبرى بالخصوص، وبنسبة 45% شارك الليبيون في “إعداد دستورهم” في إنتخابات يوم 20 فبراير/شباط، عزوف كبير في التسجيل الميسر والمشاركة بسبب “يأس” عم الشارع من إمكانية التغيير والسلبية كما وصفت آنذاك، وفي مقابل كل ذلك كانت مفوضية الإنتخابات قد أعدت إنتخاباتٍ بمستوى جيد جدًا إعلاميًا وتنظيميًا -عن نفسي في يوم الإنتخاب ذاك شعرت للمرة الأولى في ليبيا بأنني أعامل كإنسان!- وإن لم تنتخب كل المدن ممثليها بسبب مقاطعة الأمازيغ المطالبين بحقوقٍ لهم، وأحداث عنف وتطرف عصف بمدن أخرى على رأسها بالطبع مدينة درنة.

إنتخابات مجلس النواب

الليبيين بشيكاغو: إنتخاب مجلس النواب الليبي - صورة عن @libyanproud

الليبيين بشيكاغو: إنتخاب مجلس النواب الليبي – صورة عن @libyanproud

موظفي الإقتراع لإنتخابات مجلس النواب - طرابلس

موظفي الإقتراع لإنتخابات مجلس النواب – طرابلس

بعد أسابيع قليلة من إنتخابات فبراير شباط التأسيسية جرت إنتخابات تشريعية في 25 يونيو/حزيران التي أفضت بتأسيس مجلس النواب إنصياعًا لإحتجاجات شعبية واسعة باسم “لا للتمديد” في مدن ليبية مختلفة طوال أشهر ضد “المؤتمر الوطني العام” وصلت إلى حد تهديد هذا الأخير بالهجوم المسلح عليه من قبل ميليشيات لثوار سابقين محسوبة على مدينة الزنتان.

هذه الإنتخابات هي الأخرى لم تمد سنتنا “2014” بروح الأمل اللازم بعد فقدان كل ما أمكن تشربه من إنتخابات “لجنة الستين”، الإنتخابات التشريعية مرت بظروف عسيرة وصراع مسلح على أشده ما بين ميليشيات شبه نظامية ونظامية أعلنت عن “عملية الكرامة” للقضاء على جماعة “أنصار الشريعة” وحلفائها والتي لم تكن مدرجة أمميًا على قائمة الإرهاب وقتها.

مظاهرة لا للتمديد بطرابلس – عن ميديا ميدان الشهداء

فرحٌ كروي

إحتفالات في طرابلس للفوز بكأس أمم أفريقيا للمحليين – عن ميديا ميدان الشهداء

“علي الزغداني” فرحًا بفوز المنتخب الليبي

في يومٍ ماطر من أيام يناير/كانون الثاني المئِات من الليبيين إحتشدوا في ميدان الشهداء بقلب العاصمة طرابلس كانت تلك اللحظة تجسد عودة الإنسان الليبي إلى حالته الطبيعية العاشقة للحياة والترفيه، العاشقة للمستديرة التي صارت لا شيء بسبب وباء التسلح المنتشر والعنف المتصاعد، كانت تلك الصور المميزة للزغداني فرحًا بفوز منتخب بلاده وظفرها لكأس بطولة قارية للمرة الأولى في تاريخها خير تعبير عن ما يجب أن يشغل بال الليبيين، لكن هذا لم يدم طويلاً.

نهر الموت – الحرب الأهلية

طائرة ليبية تحترق على مدرج مطار طرابلس الدولي – صفحات فيسبوك

لا تأثير “للأحداث اللطيفة” في وجه العنف والموت المتصاعد، بنغازي التي فتح صنبور الإغتيالات فيها لأعوام إنفجر وصارت الإغتيالات فيه يومية بأعداد ليست بالهينة، وفي نهاية الربع الأول من العام ظهر ما عرف بعملية الكرامة للقضاء على متطرفين إسلاميين أتهموا بالوقوف وراء عمليات الإغتيال الروتينية بالمدينة، لتنطلق حربٌ لم تنتهي حتى الآن.

معارك بمنطقة الصابري في بنغازي - عن @fadelullahbujw2

معارك بمنطقة الصابري في بنغازي – عن @fadelullahbujw2

كيف لنا أن لا نكره سنة 2014 وفيها قد خطفت روح توفيق بن سعود وسامي الكوافي، وسلوى بوقعيقيص، مفتاح بوزيد، والكثير؟! هل سنكره سنة 2015 أيضًا؟! لا أحتمل غير ذلك حقًا.

رصاصة في أحشاء عمتي

من هُنا نفذت..

A photo posted by Wissam Salem | وِسَٰامْ (@wissamly) on

بدأ الأمر برمته بجهل الإنسان وكرهه تمازج الأمران وتكون سلاحٌ مُختلف الأصناف، تكونت هذه الأخيرة بفضلِ علم لا جهل بالطبع لكنه علمٌ مدفوع بالكراهية، وكراهية موهوبة للجهل، جهلٍ أعمى بالكراهية بشكلٍ أصح، منذ ذلك -وقبل- همّ الإنسان بإفتعال الحروب وأوغل في سفك الدماء حروبٌ لا تنتهي أحيانًا عرقية وتارة دينية وتارة أخرى بيئية معيشية، المهم أن الحروب تتكاثر.

يعلم الإنسان جيدًا معاناة الحياة في ظل الحرب إما لتجربةٍ سابقة أو روايات الأسلاف عنها أو معاينتها لدى الجيران، ومع ذلك لا يتردد في خوضها يرحب بها ويفتح لها داره ويوصد الباب عليها لتختلي به ولا يتمكن الحل الأهون أيًا كان شكله من الدخول.

“أي..” تأوهت واقفةً في مكانها جامدة بلا حراك، في ذلك الوقت جِسمٌ معدني غريب إخترق جلدها بسهولة كما فعل الزجاج وقطعة القماش من الستارة، غاص داخلاً ليصل إلى قولونها ويخترقه، ثم يكتفي متعبًا بالإستقرار هناك داخل أحشائِها.

 

في عصر أيامٍ سابقة بينما هي ساجدة صفير رصاص ومن ثم صوت إرتطام، تلقى حائِط غرفة نومها تلك الرصاصات غير البعيدة نسبيًا عن الشباك، بينما تتلقف غرفة المعيشة المجاورة الرصاصتين الأخرتين، ليس أمامك إلا السخرية تعقيبًا عما حدث، السخرية على ما قد يبكي، هو شيءٌ أساسي لنمط حياة تحت الحرب.

قبل لحظات من همسة “أي” إرتفع صوت الرصاص؛ ليس بإمكانك أن تعرف لِما؟ فعليًا ليس من حقك أن تعرف، في الواقع من يقذف بقذيفة الموت، هو أيضًا ليس واثقًا تمامًا لِما يفعل ذلك؟ كما أظن! إنتصبت متوجسة مبتعدة عن الغرفة خشية الرصاصة لكنها ولت الدبر تأمرني ناهيةً مستجدية -إجتمع النهي والأمر بتضاد الإستجداء- أن ألحقها مبتعدًا عن تلك الغرفة غير أني تباطأت كالعادة مستهزئًا بالرصاص لما سمعناه من صواريخ!

في المستشفى تُركت على السرير وهي تقاوم الآمها، بعد أن عانت لتصل إلى مكانها ذاك فليس بالهين أن تجتاز المتاريس القاطعة للطُرق، على السيارة أن تمشي على الرصيف، وعلى المتمترسين في الطرقات أن يروا بأن في السيارة إنسان يكاد أن يموت نزفًا، عليها أن تجاهد لتمشي على أقدامها أحيانًا فلا خيار فليس بالإمكان أن تعبر السيارة، هذا صحيح، عليك أن تموت قبل أن تصل إلى المستشفى، إلا إن حالفك الحظ وقاومت، هكذا فعلت هي.

في المستشفى ترى ثمار الحرب، مقاتلين يبكون رفاقهم وأخرين متفحمين، ترى الشيء العظيم، ترى كيف تصطك أسنان فمهم ليلاً من شدة البرد ولا يخفون بسمة على وجوهٍ لا تخفي الحرب طمعها لهم.

اليوم ستتألم عمتي من جرحٍ آلم بطنها ورصاصةٍ توسدت أحشائها، وليس لي إلا أن اتألم لها، وليس بوسع الكثيرين إلا التألم حسرةً على حبيبٍ قد فارق الحياة محاربٍ أم مسالم، ولحبيبٍ أصيب متألمين لألمه، أو بيتٍ قد نُسِف ونسفت معه ذكرياتهم ويومياتهم الدافئة.

الحرب كريهة نتنة، ولكن البشر يحبونها ويتلذذون برؤيتهم لها تنهشهم وتقضمهم فتبصقهم أشلاء، وإن جاهروا بكرههم لها، فهم في داخلهم يحبونها، يتعاطفون معها، جُبِلوا عليها!

جدليّة الدراسة الجامعية في خضم الحرب الأهلية!

جامعة بنغازي

جامعة بنغازي

مضت أشهرٌ طوال منذ أن توقفت الدراسة بجامعة بنغازي [مُنذ منتصف أيار/مايو] حيث أعلنت الميليشيات شبه النظامية بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر حربها على “الإرهاب” وبادلته الميليشيات الإسلامية  المتطرفة إعلانها الحرب على “الطاغوت” حفتر، وفي الغرب هناك بطرابلس، فقد أعلنت الجامعة إيقافها الدراسة مُنذ مطلع آب/أغسطس الحالي بعد أن تزايدات حدة الصراع ما بين ميليشيات إسلامية وأخرى شبه نظامية، وبعد أن بأتت الجامعة غير بعيدةً عن مرمى النيران؛ اليوم جامعة بنغازي تعلن إستئناف الدراسة في الثلاثين من الشهر الجاري، بينما أعلنت طرابلس إستئناف الدراسة في منتصف الشهر المقبل، أيمكن ذلك؟

توقفت الدراسة بالأساس في بنغازي لتواجد معسكراتٍ رئيسية للميليشيات المختلفة والمتقاتلة بمحيط الجامعة، ففي إحدى أيام مايو الماضي تحصن عناصر إحدى الميليشيات بداخل الحرم الجامعي بعد أن تعرضوا لهجومٍ من قبل ميليشيا أخرى معادية لهم، وكذلك سقوط قذائف صاروخية مجهولة المصدر لعدة مرات ألحق بعضها أضرار مادية بالغة نسبيًا وفي أحيانٍ أخرى كانت تسقط في أماكن خالية. حسنًا دعونا وفقًا لما سبق أن نفكر هل من الصواب إستئناف الدراسة؟ هل من شيءٍ  قد تغير؟ أانتهت كل الأسباب السابقة؟ قطعًا لا، بل زادت.

’’ يوجد بالجامعه منطقة تملك فيها قوات كتيبة الـ21 أمر بإطلاق النار وهي المنطقة المحيطة بداخلي البنات؛ ونحن اصلاً شن نِبّوا فيها؟‘‘

– د. محمد المنفي، رئيس لجنة الأزمة والناطق الرسمي بإسم جامعة بنغازي

جامعة بنغازي تُصر على أن تستأنف الدراسة نهاية الشهر الحالي حتى لا يضيع الوقت هباءً غير مباليةً بالوضع الأمني المتأزم بالمدينة مكتفيةً بوعودٍ من جانب الميليشيات الإسلامية المتطرفة والشبه نظامية بعدم التعرض لها، الوعود التي لا يمكن بأي شكلٍ من الأشكل الوثوق بها!

يقف عددٌ لا بأس به لصالح قرار إستئناف الدراسة خصوصًا أولئك ذوي الفصل الدراسي الأخير قُبيل تخرجهم وإنهاء حقبة مريرة بين جدران الجامعة الإسمنتية البالية، من حقهم أي نعم ولكن إستئناف الدراسة في وضع الحرب العلنية هذه مسٌ من الجنون، ناهيك عن الخطة الحالية للجامعة التي ترى الإكتفاء بما تم منحه من منهج دون إكماله والإمتحان فيه مباشرةً، الأمر مثير للغثيان فنحن لا نشهد تعليم رديء وحسب بل ومنتوج رديء أيضًا على غرار الـ80% نجاح في الشهادة الثانوية لسنة 2014، بفضل الغش والفوضى طبعًا.

جامعة طرابلس - كلية الهندسة

جامعة طرابلس – كلية الهندسة

جامعتي طرابلس وبنغازي تُصران على إستئناف الدراسة رغم الظرف الحرج الحالي في كلتا المدينتين والذي يزداد سوءً لا إستقرارًا يومًا بعد يوم من دون وضع أيّ إعتبار لمسألة النزوح المكثفة التي شهدتها عددٌ من أحياء كل من طرابلس وبنغازي ناهيك على من غادر البلاد بأكملها تخوفًا على نفسه من رأي أو موقفٍ قد تبناه في إطار الإحتراب الأهلي الحالي.

اليوم بات لدينا عدة سيناريوهات قاتمة حول مستقبل الجامعات في حال تم فعلاً إستئناف الجامعة مقابل سيناريو جميل هو أشبه بالحلم وهو أن تعود الدراسة مجددًا وتجرى الإمتحانات دون أيّ عراقيل أمنية مصاحبة غير غياب جُل الطالبات لطبيعة المجتمع وتخوف أسرِهن عليهن، هذا هو السيناريو الأشد وردية؛ حيث بالإمكان رسم سيناريو تطويق الجامعات من قبل أي ميليشيا وفي أيٍّ من الجامعتين، ويمكن تصور سيناريو أشد وحشيّة بإندلاع معركة مفاجِئة في محيط الجامعة قد تنتقل إلى داخل الجامعة.

كل هذه السيناريوهات وغيرها لا يمكن بأي شكل الإستخفاف بها فهي قبل جدًا للحدوث فالأطراف المتقاتلة حاليًا ليس لها ذرة من عقل تفكر به قبل أن تباشر أعمالها المدمرة الغبية، ولكم في ما حدث من تدمير وتخريب في كلتا المدينتين ومن قبل كافة الميليشيات مثال واضح وجلي على أنه ينبغي الوجل والحذر قبل إتخاذ قرارٍ متعجل بإستئناف الدراسة دون تفكيرٍ معمق في عواقف قرار مصيري بحق الألاف من الطلاب والطالبات والإكتفاء بالسخرية من هكذا سيناريوهات والتعويل على شعارات جوفاء حول وطنية الليبيين و”هاذول ليبيين زينا مستحيل يديروا هكي” فرغم كل ما حدث وما يحدث في ظل الحرب الطاحنة لا يزال البعض غارقٍ في وهم “الليبيين شعب طيب” وأصيل، أو التستر بحجج الدين “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا” والعمر واحد، واللي كاتبها ربك تصير! يلقون بأنفسهم إلى التهلكة ثم يقولون لما هلكنا، هكذا إعتدنا، المثير للسخرية هي حجة إعادة الدراسة لإجبار الميليشيات على وقف القتال! ويكأن عاشقي الدم المتقاتلين يخشون سفك الدم! ليست هذه الأسباب فقط المبررة لإيقاف الدراسة فالنازحين والحالة النفسية وأسبابٌ أخرى تعد اسبابًا أساسية لتبني فكرة

أوقفوا الحرب، وإلى حين ذلك أوقفوا الدراسة؛ السلامة العامة أولاً.

أغسطس آب 2014: السقوط الكبير للتلفزيونات الحكومية والخاصة الليبية

صورة لشاشة فضائية الليبية 2011

مذيع يرفع السلاح في وجه أعداءه على تلفزيون الليبية 2011 (أرشيف)

50 محطة تلفزيونية، مِئات المحطات الإذاعية، والحصيلة: غباء!، قُبيل إنتفاضة فبراير شباط -الحرب الأهلية- 2011 إنحسرت القنوات التلفزيونية إلى ما يقارب 10 تلفزيونات كلها حكومية عدا واحدة -فترة ما كانت تدعى الليبية وبعد ان اوقفت غير اسمها إلى المتوسط- هي الآخرى كانت تابعة لنجل العقيد الراحل، وبعد “المرحلة المفصلية” في فبراير شباط عمَّت ثورة إعلامية هي بالأصح إنفلاتة في تولد الاف الصحف، ومئات الراديوهات، وعشرات التلفزيونات.

على القمر الصناعي النايلسات قرابة الستين قناة فضائية ليبية، جُلها من القنوات غير الدائمة وصاحبة نسب مشاهدة ضعيفة -بحسب المنطق- فهي ليست إلا قنوات مراسلة -شاتينغ- مع أغانٍ والكثير من الضجيج المرئي السمعي!

تصنيفات!

مُنذ نهاية العام 2011 وبعد أن أعلن الحسم “إعلان التحرير” من قبل المجلس الوطني الإنتقالي -السلطة العليا للبلاد آنذاك- بدأت التلفزيونات خاصةً في إظهار المزيد من الإنتماءات المتفرعة لها بعد الإنتماء الرئيس آنذاك وهو “معارضة نظام القذافي” ومع استمرار التحركات السياسية وكذا العسكرية المختلفة طوال تلك الفترة بدأ البعض في إعطاء التصنيفات لشتى القنوات كان عنوانها “قناة إخوانية، قناة قطرية، قناة مصرية، قناة جبريلية، قناة علمانية”، وإلى ذلك صار التقاذف مستمرًا بين الأطراف السياسية المختلفة، وازدادت حدّة الإعتداءات على مقار والعاملين بتلك القنوات.

مقر تلفزيون العاصمة بعد الإعتداء عليه فبراير 2014 – أرشيف من صفحة التلفزيون على الفيسبوك

العاصمة والدولية

تلفزيوني العاصمة والدولية والتي تحسبان على حزب “تحالف القوى الوطنية” وهو حزب تحصل على أغلبية الأصوات الحزبية في الانتخابات التشريعية لعام 2012 يوصّف بالحزب الليبرالي، غير إن الحزب ينفي ذلك ويؤكد أنه مجرد “حزب وطني وليس ليبرالي” قناة العاصمة هي الأخرى لم توضّح علاقتها بالضبط مع هذا الحزب غير إنها تردد انها قناة حيادية لا تنتمي إلا أي حزب غير أن ذلك لا يبدو منطقيًا بالنظر إلى ما تخصصه القناة لشخصيات الحزب المعني بالذات قارنة بغيره، ولذلك فهي تحتفظ بالقاب “القناة الجبريلية والعلمانية” رفقة تلفزيون ليبيا الدولية وهذه الأخيرة هي قناة تابعة للحزب علنًا، وتعود صفة “الجبريلية” نسبةً إلى رئيس الحزب الدكتور محمود جبريل.

اليوم، تمارس كلا القناتين دورًا تحريضي مهم جدًا ضد ميليشيات الدروع ومصراتة في طرابلس والترويج لمليشيات الصواعق والقعقاع، وككل القنوات شهدت الأسابيع الماضية إنهيار كبير في برامجها بسبب سوء الوضع الأمني

لوغو ليبيا الحرة – عن صحيفة ليبيا المستقبل

ليبيا الحرة

وهي قناة ذات علاقة خاصة بحقبة إنتفاضة فبراير حيث يعد “محمد نبوس” والذي قتل في التاسع عشر من مارس 2011 هو مؤسس القناة ولذا فقد كانت تحظى بإحترام كبير نظرًا “لثوريتها” غير إنها مع الوقت بدأت توصف بالقناة الإخوانية لتمركز شخصياتٍ إسلامية شاشتها والتربع على جل وقتها.

القناة شهدت عددًا كبير من الإعتداءات على مقرها وكذا إغتيال أحد مقدمي برامجها، وفي ظل “الإنهيار الكبير” فقد أعلنت القناة والتي تعتمد من مدينة بنغازي مقرًا لها إيقاف البث التلفزيوني مُنذ نهاية رمضان مع تزايد الإشتباكات بالمدينة ما بين قوات ميليشيا “أنصار الشريعة والدروع” وميليشيات “الجيش الوطني بإسم عملية الكرامة” وأكتفت باللوغو الخاص بها شاشةً لتنأى بنفسها عن خضم الصراع المرعب الدائر حاليًا.

ليبيا الرسمية

ليبيا الوطنية والرسمية

التلفزيون الوطني المنوط به أن ينقل البيانات والأخبار الرسمية للجهة التشريعية والحكومة، يُعد أقوى تلفزيون ليبي من ناحية الإمكانيات البشرية بكادرٍ وظيفي ضخم غير منتج يكتفي بأخذ الراتب من دون العمل ليزيد العبء على كاهل ميزانية الدولة، القناة والتي تستخدم إمكانات “الهيأة العامة لإذاعات الجماهيرية” -الجهاز الإعلامي الرسمي إبان العهد السابق- تمتلك فروع رئيسية في وسط الساحل بسرت، وشرق الساحل ببنغازي، ووسط البلاد بسبها، بالطبع إضافةً للمقر الرئيسي بطرابلس.

مُنذ إندلاع فتيل المعارك في بنغازي وطرابلس حاولت المحطة أن تسلك مسلكًا أشبه بالحيادي، غير إنها بعد أيام من إعلان معركة “فجر ليبيا” بالعاصمة سيطرت عليها الميليشيات الإسلامية بالمنطقة ما أدى إلى إستقالة مدير التلفزيون تحت قوة السلاح، تبنت المحطة رفقة تلفزيون “ليبيا الرسمي” وهو الآخر يتبع الحكومة خطابًا معاديًا لكل من مجلس النواب الليبي والحكومة المكلفة مما اضطر الحكومة إلى مخاطبة قمر نايل سات المصري لإيقاف بث المحطتين بعد ان فقد السيطرة عليهما وزادت من التحريض على الإحتراب.

مصراتة والتناصح

تتبع قناة مصراتة المجلس البلدي لمدينة مصراتة وهي محطة تلفزيونية محلّية تلقى تمويلها من مجلس المدينة الذي ينفق عليه الحكومة في الأساس، القناة تعتبر إحدى الوسائل الاعلامية الأساسية لعملية “فجر ليبيا”، أما تلفزيون التناصح فهو تلفزيونٌ ديني إسلامي خاص تابع لرئيس دار الإفتاء الصادق الغرياني الداعم وبقوّة لعملية فجر ليبيا وصاحب الغطاء الديني لها في حربها.

تلفزيون النبأ

النبأ

محطة النبأ الإخبارية، هي محطة إخبارية مجهولة التمويل لحد الساعة عمرها عام وبضعة أيام، تتخذ المحطة الإخبارية المهنية شعارًا لها، غير أنها منذ قيام حربي بنغازي وطرابلس أتهمت بالانحياز لـ”مجلس شورى ثوار بنغازي” ضد الجيش الوطني في بنغازي، وعملية فجر ليبيا ضد الصواعق والقعقاع في طرابلس، القناة والتي كانت تقدم في شبكة متكاملة من البرامجة السياسية الإخبارية إنهارات بعد الحرب وفقدت جل مذيعيها والغيت كافة برامجها التلفزيونية المتنوعة عدا برنامج ديني وحيد.

ليبيا الأحرار

ليبيا الأحرار

 تمثل قناة ليبيا الأحرار القناة الأكثر مشاهدة وقوةً إعلامية وهي محطة ممولة من قبل قطر دون أي تدخلات فيها كما كرر موظفيها كثيرًا، القناة وليدة إنتفاضة 17 فبراير، تعرضت لحالتي انهيار:

– الانهيار الأول: في أغسطس 2011 وبعد إنتهاء معركة السيطرة على طرابلس ما بين القوات التابعة للمجلس الوطني الإنتقالي والقوات الموالية للعقيد الراحل معمر القذافي، تعرض تلفزيون الأحرار لموجة استقالات بلغت الـ20 إستقالة جماعية على خلفية ما قيل أنه مضايقات اخلاقية من قبل مديرة المحطة هدى السراري، غير انه سرعان ما تم تلافي الأزمة وعاد عددُ من المذيعين للتلفزيون وأستجلب مذيعين آخرون.

– الانهيار الثاني: في أغسطس الحالي إستقال جُل مذيعي المحطة على إقر ما قيل أنه تدخل في سياسة القناة ومحاولة تغيير خط القناة وسيطرة الإسلاميين عليها، ولحق استقالة المذيعين استقالات في مكاتب القناة بمدينتي طرابلس وبنغازي مما جعل القناة منهارة تمامًا تعرض في افلام وثائقية قديمة ونشرتين يتيمتين يوميًا.

ليبيا أولاً

محطة ليبيا اولاً التابعة لرجل الأعمل الليبي “حسن طاطاكي” والتي انطلقت في منتصف الحرب الأهلية الأولى عام 2011 لصالح معسكر فبراير، تعرف المحطة تخبطًا دائمًا فهي قناة تحريضية دائمة “م الاخير” قناة فاشلة دائمًا.

لكن يظل هناك من يؤمن بكل كلمة تصدر عنها، الأمر سيان لكافة القنوات!.

11-14

صورة أرشيفية – المصور عبدالله دومه ©

(1)

أناسٌ خرجوا للتظاهر ردوا عليهم بالمياه الساخنة والرصاص، الناس “دمها حامي” إقتحمت المعسكرات وتسلحت، ووحدات عسكرية انشقت.

(2)

حربٌ أعلنت بين جيشٍ ومتطوعين، وبين جيشٍ منشق ومتطوعين ايضًا.

(3)

حربٌ أهلية، سماها طرفٌ بالثورة المسلحة، والآخر أعلنها حرب للدفاع عن الوطن “وسلطة الشعب”.

(4)

لحماية المدنيين تدخلت دولٌ، سميت من الطرف الأول “طيوار ابابيل”، والآخر قاتلها وأعلن الحرب على العدو “الصليبي الغاشم” المستعمر.

(5)

إنتهى الأمر، أو هكذا قيل.

(6)

الحرب الأهلية الأولى كانت زلزال له إرتدادات

(7)

حروبٌ أهلية في الجنوب بين التبو والعرب؛ حروبٌ قبلية في غرب البلاد

(8)

الحرب الأهلية الباردة في طرابلس ما بين الزنتان ومصراتة مستمرة

(9)

حربٌ أهلية في بني وليد، تنتصر مصراتة فيها (أو درع ليبيا) أمام التلفزيون.

(10)

ماحكَّ المُماحِكون مُماحكاتهم السياسية، واختطف الخاطفون مخطوفيهم، وابتز المبتزون مُبتزِّيهم، وسار السائرون في غير مساراتهم.

(11)

ميليشيات نظامية تقاتل في ميليشيات شبه نظامية في بنغازي بإسم الحرب على الإرهاب في بنغازي والحفاظ على الثورة من الإنقلاب.

ميليشيات شبه نظامية تقاتل في ميليشيات شبه نظامية في طرابلس بإسم الثورة وعدم “سيطرة” ايدلوجية على البلاد.

(12)

حرب السياسة إنتهت، لا شيء يعلو فوق صوت السلاح

(13)

الغراد يقصف داخل المدن، لا بد أن تتجرع كل المدن من ذات الكأس، روح الإنتقام

(14)

برلمان يطالب بتدخل خارجي بعد ان عجز عن إيجاد حل وانفلت الأمر، “وطنيون” يرفضون تدخل الغرب لعدم “خيانة” الثورة.

(00)

ثلاث أعوام من الإحتراب الأهلي الدائم المتقطع، بلادٌ مزقها السلاح واستذكرت كل خلافاتها التاريخية او العرقية، أموال ضُخت لتزيد من النفوس الملوثة، بإسم الدين، وبإسم الوطن، وتارةً بإسم الشعب، وعادةً بإسم الثورة، قُتِل الشعب، من 2011 حتى 2014 وإلى ما بعده ظلَّ الليبييون يتقاتلون دون وعي؛ في البدء انقسم الشعب لقسمان (قسم مع الحرية وآخر عبيد للديكتاتورية) هكذا رأى الطرف الأول، أما الثاني فكان يرى ( قسم مع المستعمر، وقسمٌ يدافع عن الوطن) غاب الطرف الثاني وظل الطرف الأول منتصرًا، أو هكذا ظهر الأمر في البدء، إنقسمَ الأول فخونَّ أصدقاء الأمس بعضهم البعض، المال فعل.

تعطش الجميع للدم، عشقوه، أدمنوا عليه لحد الثمالة، ضجيج آلة الحرب قد يكون نشازًا بالنسبة لك، لكنه لهم أعذب صوت، ولا زقزقة العصافير يا أخي!؛ بادر البعض بمبادرات من أجل المبادرة، واطلق آخرين دعوات حوارٍ من أجل الحوار، وهكذا أستمر الأمر إلى فشل، نظِّمت إنتخابات من أجل الإنتخاب حتى صار لدينا إنتخاباتُ شبه نصف سنوية، تارة انتخاباتٌ محلية، وتارة اخرى تشريعية، وتارة دستورية، قد ننتخب حكومتنا غدًا من يدري؟

إستمرت الحرب، ووجد برلمانٌ جديد نفسه في قلب صراعات عسكرية تدك المدن، فكر في حوارٍ وفشل، فكر في ضغطٍ بواسطة تدخلٍ أجنبي، فنعث بالخائن “للثورة” تلك الثورة التي ما كاد لها ان تحيا لولا ذاك التدخل، هل التدخل هو سباب ما نحن فيه؟ ربما نعم، وربما لا؛ الأمر ينبثق من موقفك إتجاه الحدث، لكن اللعب والإزدواجية تجعلك كاذبًا لا يقيم لعقله وزنًا، ما تكذبش وتعيش كذبتك، ما بين 2011 إلى 2014 مافيش شيء تغير، حرب أهلية مستمرة وقودها الدم.

الحرب هنا مستطونة، في اللاوعي.

يوم أصبحت الآر بي جي لعبةً بيد الأطفال!

إنتشر مرخرًا فيديو (شاهده هنا) ذو جودة سيئة يظهر فيه طفل صغير يحمل قاذف آر بي جي بإشراف وتشجيع من ذويه يتحفز ليطلقه إتجاه البحر!، الغريب هو إرتكاز الطفل فلم يتزّعزع إطلاقًا، والمثير لتتقزز هو من يحيطون به الذين يطلبون منه سرعة الانجاز رفقة الشتم. في المجمل فإن معظم الليبيين هم مسلحين اليوم، وخلال السنوات الثلاث الأخيرة قُتل الكثير عن طريق الخطأ بسبب إستعمال السلاح احتفالاً بمناسبة ما حينًا، وبسبب تنظيف السلاح أو سوء تخزينه في احيان آخرى كثيرة!

السلاح اليوم إلى جانب ما يضيف لحامله من “جاه” ونفوذ فهو جالب ممتاز للمال مع انتشار الكتائب والمليشيات والوظيفة المثلى للعاطلين وغير العاطلين عن العمل.

في مطلع عام 2013 الماضي وتزامنًا مع دعوات للقيام بتظاهرات ضد المؤتمر الوطني العام – السلطة التشريعية آنذاك- من قبل التيار الفيدرالي، أعلن المؤتمر حالة الإستنفار متهمًا “أعداء ثورة 17 فبراير” بمحاولة القيام بثورة مضادة ونادى “الثوار” إلى أن يحموا الثورة فمنحت للمسلحين أموال طائلة نظير تأمين الشوارع طيلة منتصف شهر فبراير شباط من عام 2013 مما حفّز عدد من الاطفال للإنضمام إلى بعض المليشيات والتسّلح نظير الهبة المالية التي ستمنح لهم للقيام “بواجبهم الوطني” ذاك!

الجريمة ليست مسؤولية الطفل، إنما الأهل الذين يحفزون ابناءهم على سلك هذا المسار الخطير بمباركة المجتمع المسلح الذي أمسى فيه غير المسلح مواطن عدم، لا حق له.

“هيّا يا فرخ …” ثم قبّل جبين الطفل على إنجازه! إنجازه أن أطلّقَ..

 

 

ليبيا: إتهامات بالإجهاض وتلويث المحاصيل الزراعية بسبب الواحة النفطية

الواحة للنفط

صورة من موقع شركة الواحة للنفط.

إجهاض، حساسية جلد، تلوث المياه والمزروعات، والكثير من العلل يتهم بها بعض أهالي مدينة جالو (حوالي 300 كلم جنوب أجدابيا)، شركة الواحة المسؤولة عن العمليات البترولية بالمنطقة، وإحدى أهم الشركات النفطية بالبلاد، فأين الحقيقة؟

فرج الكيلاني، زوج إحدى السيدات اللواتي أجهضن من شهور قليلة، عبّر عن سخطه من شركات إنتاج النفط بمنطقتهم، متهمًا إياها بتلويث حياتهم و”قتل” أبنائهم لأجل المال وجني ثرواتٍ لا تصلهم منها حتى الفتات. أضاف: “نعيش حياة الجحيم والأمراض بسبب النفط الذي يذهب لجيوب من هم في السلطة”.

وفي سياق متصل، قال الدكتور يونس جويلي، طبيب في المستشفى العام بالمدينة: “لا يمكن الجزم بموضوع الإجهاض بسبب التلوث. في الواقع تأتينا العديد من حالات الإجهاض ولكن لا يمكن الجزم علميًا عن سبب الاجهاض، ولغياب قسم الإحصاء بالمستشفى، فحالات الإجهاض المسجلة بالمستشفى هي فقط تلك التي تتطلب عمليات للإجهاض”، مشيرًا إلى أن المستشفى لم يسجل أي حالة من تفشي طفح جلدي بالمنطقة.

اتهامات الجمعية

كررت جمعية “حُماة البيئة الليبية” في منشورات عدة لها مطلع العام الجاري، اتهامات لشركة الواحة، المنشأة بشراكة بين المؤسسة الوطنية للنفط وثلاث شركات أمريكية. الجمعية حمّلت الشركة المسؤولة عن الحقل الذي يبعد عن جالو 30 كلم، مسؤولية انتشار حالات الحساسية الجلدية والإجهاض بالمنطقة، كنتاج لعمليات الإنتاج التي تقوم بها الشركة. كما اتهمت الجمعية مؤخرًا شركة الواحة بعدم التزام المعايير المقبولة أثناء عمليات الإنتاج، حيث تقوم الشركة بضخ المياه المصاحبة للنفط في برك سطحية مجاورة للحقول، بدلاً من حقنها في طبقات عميقة تحت سطح الأرض. محمد صالح، أحد مواطني المدينة، حذر من تلوث مزروعات المنطقة والتي يعتمد عليها أهالي المدينة بشكل كبير، وأدى هذا الأمر إلى قلق المزارعين بخصوص سلامة محاصيلهم الزراعية.

من جانبه، يُطمئن وزير النفط د. عبد البارئ العروسي في معرض سنوي للتمور بطرابلس، مزارعي المنطقة بعدم تلوث ثمور المنطقة، واصفًا الأمر بمجرد الإشاعات.

مغالطة؟

يقول الخبير البترولي شريف الحلوة، عن اتهام الجمعية للشركة في طريقة معالجتها للمياه المصاحبة للنفط، إنه “اتهام مغلوط وغير علمي”. ويؤكد أن الغرض من عملية حقن المياه لمسافة تصل 1500 مِتر في جوف الأرض، “هو لزيادة الضغط في البئر حتى يتم استخراج النفط منه”. أما عن ضرر هذه المياه فيؤكد الحلوة “أنها سليمة وليس بها أي تلوث على الإطلاق، باعتبار أن هناك فرقا في كثافة النفط والماء، مما يجعل اختلاطهما أو تلوث الماء بالنفط مستحيل”، لافتًا إلى أن الشركات تقوم بعملية الحقن هذه “بعد فترة من استخدام البئر وضعف الضغط فيه”.

أما عن الدخان المتصاعد، فهو نتيجة لحرق فضلات الغاز والتي هي عادة ما تكون حوالي 5% من الإنتاج الغازي- والذي يكون عديم القيمة- وأوضح الحلوة أن عملية الاحتراق تنقسم لجزئيين، الأول هو الاحتراق الكامل الذي يكون ذو لهبٍ أزرق مُحمر ودخان أبيض- وهو غير ضار- أما غير الكامل هو الذي ينتج أعمدة ركامية سوداء، تكون من غاز أول أوكسيد الكربون السام.

وينهي الحلوة “أن المنظومة الإنتاجية في حال كانت كفؤة بنسبة 90% على الأقل، فإن ذلك سيوفر بيئة سليمة من دون أية مخاطر. ويعد حقل جالو أحد الحقول النفطية المهمة لشركة الواحة، فهو ثاني أكبر حقل لها ويضم أكثر من 300 بئر”.

ستظل الريبة تسيطر على أهالي جالو خاصةً مع غياب أي دور تنموي أو اجتماعي لهذه الشركات في المناطق التي تقبع فيها، والتي تنمي العداء ما بين الأهالي للشركات التي لا يرون فيها إلا وحشاً يلتهم أراضيهم ويلوث سَماءهُم ويقتل أبناءهم، قبل أن يفتحوا أعينهم ليروا مدينتهم الملوثة، على حد وصف الكيلاني.

نُشِّرَ في هُنا صوتك