arablog.org

Tag Archive: معمر القذافي

دستور ليبيا الجديد: أين ينبغي أن تكون العاصمة؟

التجربة الدستورية الرابعة في ليبيا قد تكون كارثية المحتوى خصوصًا في مستوى الحقوق والحريات، ومكرسة لصناعة “دولة ثيوقراطية” عصرية -ربما!

مرت ليبيا حتى اليوم بثلاث أو أربع نصوص دستورية، كان دستور المملكة الليبية المتحدة سنة 1951 هو الأساس فيها إلى أن عُطِل سنة 1969 في الإعلان الدستوري المؤقت الصادر عن “مجلس قيادة الثورة” العسكري بقيادة معمر القذافي، غيرّ أن المؤقت ظل زمنًا طويلاً حتى صدرت “الوثيقة الخضراء لحقوق الإنسان” من قبل القذافي نفسه والتي لا يمكن الجزم بأنها وثيقة دستورية، وحتى إندلاع الحرب الأهلية الأولى سنة 2011 وسقوط حكم القذافي أعلن “المجلس الوطني الإنتقالي” إعلانًا دستوريًا ظل مستمرًا حتى اليوم وبتعديلات تكاد تتجاوز أصابع الكفين هي أشبه بمحاولات الإنعاش له.

تنتظر البلاد منذ 4 سنوات دستورًا جديد -بناءً على الإعلان الدستوري 2011- ليس من الواضح أهميته في ظل مناخ عدم الثقة والحرب الأهلية السائدة والإنفلات، وبعد أن نشرت الهيأة التأسيسية لصياغة الدستور مطلع العام نتائج لجانها النوعية إنتهت منذ أيام قليلة من صياغة مسودة مشروع الدستور بأكمله عدا مادة وديباجة!

أين العاصمة؟

المسودة المنشورة تكونت من 211 مادة تركت المادة الثانية منها فارغة بسبب عدم التوصل لتوافق حول نصها، المادة التي يفترض على أن تنص حول مكان العاصمة، طرابلس الغرب ليست كما ردد جميع من ظهر على التلفاز سنة 2011: “العاصمة الأبدية” كما يبدو من الجدال الذي يخوضه أعضاء الهيأة تحت القبة! صراع العاصمة قديم، فيُشاع أن القذافي كان يرغب بمسقط رأسه سِرت عاصمةً للبلاد، ويحلم جل سكان شرق البلاد أن تكون العاصمة في بنغازي التي تشاركت “العصمة” في ما مضى حيث كانت هي وطرابلس عاصمةً للبلاد دوريًا في دستور 1951 نتيجة لصراع كالذي يدور اليوم، وكذا مدن أخرى؛ اختلف الأعضاء هنا لكنهم بالأغلب يتوافقون على مواد أخرى في هذه المسودة أشد أهمية تمس الحقوق والحريات.

Ghademis girl - Libya

فتاة غدامسية – للمصور اريك افورج – فليكر

حقوق وحريات

 

المرأة

في باب الحقوق والحريات بالمسودة الحالية، تنسف المسودة آمال “حقوق المرأة” فبعد أن كان من المأمول أن تمنح المرأة المزيد من الحقوق في المساواة وتكافؤ الفرص فقد أستبدلت تلك الآمال بوصفهن شقائق الرجال وتجنب ذكر حظر الزواج القسري وواصل عدم تجنيس أبناء الليبيات المتزوجات من أجنبي:

 

الجنسية

لاجئين أجانب متجهين إلى الحدود المصرية على خلفية الحرب الأهلية الليبية 2011

تفرض المسودة الحالية معوقات كبيرة لتحافظ على “الجنسية الليبية” نقية في تواصل لمشهد الوهم الليبي حول عظمة عرقهم وجنسهم، ليبيا التي تكونت على مر العصور بعرقيات مختلفة أفريقية وأوروبية وكذا آسيوية، تفرض المسودة فيها شرط الإقامة المتواصلة لمدة 20 عامًا على الأقل ليصبح الإنسان مخولاً بطلب الجنسية، كما أقتصر حق منح الجنسية الليبية للأبناء من قبل الأباء حصرًا فيما يعطي أبناء الأمهات الليبيات الأولوية في التحصل على الجنسية إضافة للزوج الأجنبي والزوجة الأجنبية للزوج الليبي، ويظل خطر سحب الجنسية الليبية قائمًا بالنسبة للمتجنسين ففي المادة 12 تنص المسودة على “يحظر إسقاط الجنسية الليبية لأي سبب كان. ويجوز سحبها ممن اكتسبها خلال العشرين سنةً التالية للاكتسابها. ويبين القانون حالات السحب وآثاره.” ما يجعل أولئك المتجنسين رهن التشريع الذي ستصدرها السلطات التشريعية، دون أي سقف. لم تحظر المسودة الجمع بين الجنسية الليبية وأخرى لكنها حظرت توليهم منصاب رئاسة الدولة والوزارة ورئاسة مجلسها، وأمتد الحظر إلى عضوية الأجهزة التشريعية والقضائية وتمثيل البعثات الدبلوماسية والهيئات الدستورية والقيادات العسكرية وفتح الباب للقانون أن يحظر إزدواج الجنسية في مناصب أخرى.

الأقليات واليافعين

صورة لـ منصور الصقر – فليكر

إقتصرت المسودة على إعتبار أن “اللغات التي يتحدث بها جزء من الشعب الليبي لغات وطنية وجزء من ثراته اللغوي ورصيدًا مشتركًا لكل الليبيين” على أن تكون اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، في ما كانت المادة 32 الخاصة بالنشء والشباب إنشائية بأن تقوم الدولة برعايتهم وأن توفر لهم سبل الرفع من قدراتهم والمشاركة في الحياة السياسية مع أنها في المواد التالية تفرض أعمارًا كبيرة تولي الوظائف السياسية، لم تراعي المسودة الحالية فرض فرص حقيقية لمشاركة الشباب والنساء وكذا الأقليات في الحياة السياسية والإقتصادية وإن كان بشكل مؤقت حيث إكتفت بكلام إنشائي -غزلي إن جاز الوصف- دون قيمة فعلية، والشي نفسه في المادة المعنية بحقوق الطفل هي الأخرى .

Libya

أحد مساجد زليتن – للمصور ريتشارد مكمانوس – فليكر

الدين والدولة

طوال سنوات ظلت مسألة إن كان الإسلام هو مصدر التشريع أم أحد مصادر التشريع وأثير الجدّل حول ما ينبغي أن يكون نص مادة التشريع، المادة السابعة في مسودة الدستور المختصة بمصدر التشريع نصت: “الإسلام دين الدولة، والشريعة الإسلامية مصدر التشريع وفق المذاهب والإجتهادات المعتبرة شرعًا من غير إلزام برأي فقهي معين منها في المسائل الإجتهادية، وتفسر أحكام الدستور وتقيد وفقًا لذلك.” كما نصت المادة 203 أقصر مادة في المسودة على أن “تصدر الأحكام القضائية باسم الله الرحمن الرحيم” بعد أن كانت تصدر طوال العقود الماضية “باسم الشعب” الأمر الذي كان يحث الصادق الغرياني رئيس دار الإفتاء الليبية عليه منذ زمن خاصةً بعيد بُعيد تعيينه في منصبه الحالي. كما فرضت المسودة في المادة 28 الزكاة وكلفت الدولة بتحصيلها دون أن تخلطها بإيرادتها العامة، وبينما اشترطت في عضوية مجلسي النواب والشيوخ الإسلام، فقد أضافت المسودة شرط أن يكون المترشح لرئاسة الدولة إبنًا لوالدين ليبيين مسلمين أيضًا، فيما نصت في المادة 128 المتعلقة بالحق في التعليم على أن “.. تبنى مناهج التعليم على معايير الجودة وتعاليم الدين الإسلامي وقيمه،.“.

الهيئات الدستورية

نصت المسودة على إنشاء عدد من الهيئات الدستورية المستقلة ينتخب أشخاص مستقلين لإدارتها من قبل السلطة التشريعية، وتمنح هذه الهيئات الشخصية الإعتبارية والاستقلال الفني والإداري والمالي، وهي:

  • المفوضية الوطنية العليا للإنتخابات، المسؤولة عن تنظيم جميع الإستفتاءات العامة والإنتحابات العامة والمحلية
  • ديوان المحاسبة، الجهة الرقابية العليا في الشأن المالي
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان، المسؤول عن ترسيخ قيم حقوق الإنسان ومراقبة أوضاعها ورصد الإنتهاكات بشأنها ودعم المواطنين في الحصول على حقوقهم
  • المجلس الوطني للموروث الثقافي، المعني بالمحافظ على الموروث الثقافي واللغوي الليبي
  • مجلس كبار العلماء، ويشكل من 15 عضوًا من المختصين في الشريعة الإسلامية ويبدي رأيه في ما يحال إليه من سلطات الدولة والتوصية إضافةً لإصدار الفتاوى الفردية في شؤون العقيدة والعبادات والمعاملات الفردية
  • هيأة الشفافية ومكافحة الفساد، المسؤولة عن وضع سياسات تكفل الشفافية ومكافحة الفساد وتنفيذها
  • هيأة التنمية المستدامة، تتولى التوصية بسياسات من هدفها التنمية وتقديم المشورة

لمن أثير الإف إم في بنغازي اليوم؟

قبل سنوات عديدة لم يكن بأثير الـFM في مدينة بنغازي سوى إذاعتان حكوميتان “إذاعة الجماهيرية العظمى” الناطقة بلسان الحكومة آنذاك و”إذاعة بنغازي المحلية” وقبيل فبراير/شباط 2011 بسنوات قليلة ظهرت للوجود محطتي “الليبية إف إم” و”ليبيانا إف إم” التان خصصت جل وقتهما للموسيقا والترفيه، إضافة لراديو الإيمان لتلاوة القرآن والأحاديث.

بعد سيل فبراير

مواكبةً للسيل الإعلامي في كل شيء المترافق لأحداث فبراير شباط 2011 في بنغازي تكونت العشرات من محطات الراديو الليبية ذات الطابع التعبوي الثوري بعد إيقاف راديو “إذاعة الجماهيرية” وأخواتها، وبعثت راديوهات دولية كالجزيرة ومونت كارلو وبي بي سي والآن وغيرها، لم يدم الأمر طويلاً فبعد أشهر اختفت جل الراديوهات المحلية وبعض الدوليات.

فجر وكرامة -ليبيا.

في منتصف عام 2014 الماضي إندلعت الحرب الأهلية الثانية باسماء “كرامة ليبيا” و”فجر ليبيا” كعمليات عسكرية، وكان لكلاهما أثرًا جلي على أثير الراديو، فسارعت عملية فجر ليبيا بعد سيطرتها على طرابلس بإخراس محطات الراديو المعارضة لها، وقامت نظيرتها “الكرامة” بالأمر نفسه عند دخولها لبنغازي فتوقفت راديوهات محسوبة على الإخوان المسلمين كراديو المنارة وراديو أجواء، وراديو آخر كان يبث لصالح تنظيم أنصار الشريعة، إضافةً لإيقاف راديو الجزيرة.

عمليًا بعد دخول قوات مجلس النواب “عملية الكرامة” لبنغازي توقفت كافة الراديوهات عن العمل وعادت تدريجيًا رفقة راديوهات جديدة تبث لصالح العملية، إلى أن إستقر الأثير -كما يبدو- إلى ما هو عليه الآن بعد 5 أشهر من الحرب داخل المدينة لا مشارفها ليصير عدد الراديوهات 8 كلها ليبية إلا واحدة فقط.

 

88.1 راديو سوا

راديو أميركي يبث على مدار الساعة أغانٍ عربية وغربية مصحوبة بأخبار موجزة وفقرات إذاعية.


 

89.3 راديو ليبيا الوطنية

الإذاعة الرسمية المفترضة للدولة تتبث من طرابلس وتتبع لحكومة المؤتمر الوطني العام.


 

90.5 راديو بي بي إن

راديو BBN “شبكة راديو وتلفزيون بنغازي” محطة إذاعية تابعة للسلطات المحلية بالمدينة يهتم بالشؤون لمحلية في إطار بلدية بنغازي.


 

96.9 راديو أثير المدينة  

محطة إذاعية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية تبث أناشيد جهادية ودروس وعظية إسلامية تحث على الجهاد في المجمل.


 

98.7 راديو الوسط  

راديو خاص يبث من القاهرة يتبع للصحيفة الليبية “الوسط” يبث أغاني وبعض البرامج الإذاعية المنوعة


 

99.1 راديو ليبيا الكرامة  

بث إذاعي لتلفزيون ليبيا الكرامة الداعم لعملية كرامة ليبيا العسكرية، يبث برامج إخبارية وحوارية


 

 

99.5 راديو وطن الكرامة  

بث إذاعي لتلفزيون وطن الكرامة يبث برامج إخبارية وحوارية داعمة لعملية الكرامة العسكرية، يبث من القاهرة.


 

100.1 راديو ليبيانا هيتس

Libyana HITS FM محطة إذاعية ليبية شبابية تبث الأغاني الغربية رفقة العربية مع نشرات إخبارية قصيرة باللهجة المحلية.

التحالف مع الشيطان!

قرأنا الكثير عن التحالف مع الشيطان، سمعنا الكثير عن ذلك، حتى إن “شعبنا الليبي العظيم” قد قال نهاية الستينات ’’إبليس ولا إدريس‘‘ كرهًا في الملك إدريس السنوسي الأول، ومن ثم وصفوا من فرحوا بمقدمه -أي معمر القذافي- بالشيطان، والقرد، وإلى أخر القائِمة إلى أن وجد الشعب الليبي العظيم أو وجدنا أنفسنا أمام خياران لا ثالث لهما وإن كان فعلاً يوجد وهو الحياد فهو غير مرحب به من أي طرف وصعب التحقيق اليوم.

لديك شيطانان “إرهاب عسكر” و”إرهاب دين” من تختار أيها المطحون المسكين؟ عن نفسي حسمت الأمر، والأرجح أن الحرب الأهلية الدائرة الآن حسمت رأي جمَّ الليبيين، هكذا أزعم على الأقل! إن كنت ممن يطلق عليهم أو يطلقون عليهم صفة “التيار المدني” فأنت ستدعم “الإرهاب العسكري” وإن كنت من “أعداء الليبرالية والعلمانية” فأنت ستصف لجانب “إرهاب الدين”.

اليوم، كليبي تجد نفسك مخيرًا بين دولةٍ تارة توصف بالدينية، وتارةً بالثورية، فاليمين يدعوك إلى أن تصُف لجانبهم لنصرة الدين ورفع كلمة الإله ونصرةِ الثورة التي قامت على “الطاغوت القذافي” وقوانينه الوضعية، أو أن تكون أمام الدولة المدنية التي ظننا أن “الثورة” قامت لأجلها هكذا قيل لنا في بيانِ إنبلاجها المسمى ببيان إنتصار ثورة 17 فبراير!

بينما تحالف “الثوار” مع “أنصار الشريعة” ليعلنوا رفضهم “الطواغيت وديمقراطية الغرب”، تحالف “المدنيون” أو بالأحرى مدّعييها مع “العسكر” لحماية الدولة، بينما أعلن تحالف الشيطان الثوري الديني على غلبة فكره المتطرف الرافض للديمقراطية، أعلن تحالف الشياطين المدني العسكري على غلبة فكره المدني الملتزم بالنهج الديمقراطي، بعد هذا لأي أحلاف الشياطين قد تنضم؟ إنك ما بين السجن، والتعذيب، وبين أن تذبح وتجلد، إنك مخيرٌ بأن تختار أهون السيء، وأن تأمل بأن خيارك سيأتي بالأفضل اليك!

على كل ما في من علاقة العسكر بالمدنية من تضاد، فهي أرحم بقليلٍ من الكثير من تطرف الدين وإرهابه من الإرهاب بِاسم السماء!

أغسطس آب 2014: السقوط الكبير للتلفزيونات الحكومية والخاصة الليبية

صورة لشاشة فضائية الليبية 2011

مذيع يرفع السلاح في وجه أعداءه على تلفزيون الليبية 2011 (أرشيف)

50 محطة تلفزيونية، مِئات المحطات الإذاعية، والحصيلة: غباء!، قُبيل إنتفاضة فبراير شباط -الحرب الأهلية- 2011 إنحسرت القنوات التلفزيونية إلى ما يقارب 10 تلفزيونات كلها حكومية عدا واحدة -فترة ما كانت تدعى الليبية وبعد ان اوقفت غير اسمها إلى المتوسط- هي الآخرى كانت تابعة لنجل العقيد الراحل، وبعد “المرحلة المفصلية” في فبراير شباط عمَّت ثورة إعلامية هي بالأصح إنفلاتة في تولد الاف الصحف، ومئات الراديوهات، وعشرات التلفزيونات.

على القمر الصناعي النايلسات قرابة الستين قناة فضائية ليبية، جُلها من القنوات غير الدائمة وصاحبة نسب مشاهدة ضعيفة -بحسب المنطق- فهي ليست إلا قنوات مراسلة -شاتينغ- مع أغانٍ والكثير من الضجيج المرئي السمعي!

تصنيفات!

مُنذ نهاية العام 2011 وبعد أن أعلن الحسم “إعلان التحرير” من قبل المجلس الوطني الإنتقالي -السلطة العليا للبلاد آنذاك- بدأت التلفزيونات خاصةً في إظهار المزيد من الإنتماءات المتفرعة لها بعد الإنتماء الرئيس آنذاك وهو “معارضة نظام القذافي” ومع استمرار التحركات السياسية وكذا العسكرية المختلفة طوال تلك الفترة بدأ البعض في إعطاء التصنيفات لشتى القنوات كان عنوانها “قناة إخوانية، قناة قطرية، قناة مصرية، قناة جبريلية، قناة علمانية”، وإلى ذلك صار التقاذف مستمرًا بين الأطراف السياسية المختلفة، وازدادت حدّة الإعتداءات على مقار والعاملين بتلك القنوات.

مقر تلفزيون العاصمة بعد الإعتداء عليه فبراير 2014 – أرشيف من صفحة التلفزيون على الفيسبوك

العاصمة والدولية

تلفزيوني العاصمة والدولية والتي تحسبان على حزب “تحالف القوى الوطنية” وهو حزب تحصل على أغلبية الأصوات الحزبية في الانتخابات التشريعية لعام 2012 يوصّف بالحزب الليبرالي، غير إن الحزب ينفي ذلك ويؤكد أنه مجرد “حزب وطني وليس ليبرالي” قناة العاصمة هي الأخرى لم توضّح علاقتها بالضبط مع هذا الحزب غير إنها تردد انها قناة حيادية لا تنتمي إلا أي حزب غير أن ذلك لا يبدو منطقيًا بالنظر إلى ما تخصصه القناة لشخصيات الحزب المعني بالذات قارنة بغيره، ولذلك فهي تحتفظ بالقاب “القناة الجبريلية والعلمانية” رفقة تلفزيون ليبيا الدولية وهذه الأخيرة هي قناة تابعة للحزب علنًا، وتعود صفة “الجبريلية” نسبةً إلى رئيس الحزب الدكتور محمود جبريل.

اليوم، تمارس كلا القناتين دورًا تحريضي مهم جدًا ضد ميليشيات الدروع ومصراتة في طرابلس والترويج لمليشيات الصواعق والقعقاع، وككل القنوات شهدت الأسابيع الماضية إنهيار كبير في برامجها بسبب سوء الوضع الأمني

لوغو ليبيا الحرة – عن صحيفة ليبيا المستقبل

ليبيا الحرة

وهي قناة ذات علاقة خاصة بحقبة إنتفاضة فبراير حيث يعد “محمد نبوس” والذي قتل في التاسع عشر من مارس 2011 هو مؤسس القناة ولذا فقد كانت تحظى بإحترام كبير نظرًا “لثوريتها” غير إنها مع الوقت بدأت توصف بالقناة الإخوانية لتمركز شخصياتٍ إسلامية شاشتها والتربع على جل وقتها.

القناة شهدت عددًا كبير من الإعتداءات على مقرها وكذا إغتيال أحد مقدمي برامجها، وفي ظل “الإنهيار الكبير” فقد أعلنت القناة والتي تعتمد من مدينة بنغازي مقرًا لها إيقاف البث التلفزيوني مُنذ نهاية رمضان مع تزايد الإشتباكات بالمدينة ما بين قوات ميليشيا “أنصار الشريعة والدروع” وميليشيات “الجيش الوطني بإسم عملية الكرامة” وأكتفت باللوغو الخاص بها شاشةً لتنأى بنفسها عن خضم الصراع المرعب الدائر حاليًا.

ليبيا الرسمية

ليبيا الوطنية والرسمية

التلفزيون الوطني المنوط به أن ينقل البيانات والأخبار الرسمية للجهة التشريعية والحكومة، يُعد أقوى تلفزيون ليبي من ناحية الإمكانيات البشرية بكادرٍ وظيفي ضخم غير منتج يكتفي بأخذ الراتب من دون العمل ليزيد العبء على كاهل ميزانية الدولة، القناة والتي تستخدم إمكانات “الهيأة العامة لإذاعات الجماهيرية” -الجهاز الإعلامي الرسمي إبان العهد السابق- تمتلك فروع رئيسية في وسط الساحل بسرت، وشرق الساحل ببنغازي، ووسط البلاد بسبها، بالطبع إضافةً للمقر الرئيسي بطرابلس.

مُنذ إندلاع فتيل المعارك في بنغازي وطرابلس حاولت المحطة أن تسلك مسلكًا أشبه بالحيادي، غير إنها بعد أيام من إعلان معركة “فجر ليبيا” بالعاصمة سيطرت عليها الميليشيات الإسلامية بالمنطقة ما أدى إلى إستقالة مدير التلفزيون تحت قوة السلاح، تبنت المحطة رفقة تلفزيون “ليبيا الرسمي” وهو الآخر يتبع الحكومة خطابًا معاديًا لكل من مجلس النواب الليبي والحكومة المكلفة مما اضطر الحكومة إلى مخاطبة قمر نايل سات المصري لإيقاف بث المحطتين بعد ان فقد السيطرة عليهما وزادت من التحريض على الإحتراب.

مصراتة والتناصح

تتبع قناة مصراتة المجلس البلدي لمدينة مصراتة وهي محطة تلفزيونية محلّية تلقى تمويلها من مجلس المدينة الذي ينفق عليه الحكومة في الأساس، القناة تعتبر إحدى الوسائل الاعلامية الأساسية لعملية “فجر ليبيا”، أما تلفزيون التناصح فهو تلفزيونٌ ديني إسلامي خاص تابع لرئيس دار الإفتاء الصادق الغرياني الداعم وبقوّة لعملية فجر ليبيا وصاحب الغطاء الديني لها في حربها.

تلفزيون النبأ

النبأ

محطة النبأ الإخبارية، هي محطة إخبارية مجهولة التمويل لحد الساعة عمرها عام وبضعة أيام، تتخذ المحطة الإخبارية المهنية شعارًا لها، غير أنها منذ قيام حربي بنغازي وطرابلس أتهمت بالانحياز لـ”مجلس شورى ثوار بنغازي” ضد الجيش الوطني في بنغازي، وعملية فجر ليبيا ضد الصواعق والقعقاع في طرابلس، القناة والتي كانت تقدم في شبكة متكاملة من البرامجة السياسية الإخبارية إنهارات بعد الحرب وفقدت جل مذيعيها والغيت كافة برامجها التلفزيونية المتنوعة عدا برنامج ديني وحيد.

ليبيا الأحرار

ليبيا الأحرار

 تمثل قناة ليبيا الأحرار القناة الأكثر مشاهدة وقوةً إعلامية وهي محطة ممولة من قبل قطر دون أي تدخلات فيها كما كرر موظفيها كثيرًا، القناة وليدة إنتفاضة 17 فبراير، تعرضت لحالتي انهيار:

– الانهيار الأول: في أغسطس 2011 وبعد إنتهاء معركة السيطرة على طرابلس ما بين القوات التابعة للمجلس الوطني الإنتقالي والقوات الموالية للعقيد الراحل معمر القذافي، تعرض تلفزيون الأحرار لموجة استقالات بلغت الـ20 إستقالة جماعية على خلفية ما قيل أنه مضايقات اخلاقية من قبل مديرة المحطة هدى السراري، غير انه سرعان ما تم تلافي الأزمة وعاد عددُ من المذيعين للتلفزيون وأستجلب مذيعين آخرون.

– الانهيار الثاني: في أغسطس الحالي إستقال جُل مذيعي المحطة على إقر ما قيل أنه تدخل في سياسة القناة ومحاولة تغيير خط القناة وسيطرة الإسلاميين عليها، ولحق استقالة المذيعين استقالات في مكاتب القناة بمدينتي طرابلس وبنغازي مما جعل القناة منهارة تمامًا تعرض في افلام وثائقية قديمة ونشرتين يتيمتين يوميًا.

ليبيا أولاً

محطة ليبيا اولاً التابعة لرجل الأعمل الليبي “حسن طاطاكي” والتي انطلقت في منتصف الحرب الأهلية الأولى عام 2011 لصالح معسكر فبراير، تعرف المحطة تخبطًا دائمًا فهي قناة تحريضية دائمة “م الاخير” قناة فاشلة دائمًا.

لكن يظل هناك من يؤمن بكل كلمة تصدر عنها، الأمر سيان لكافة القنوات!.

11-14

صورة أرشيفية – المصور عبدالله دومه ©

(1)

أناسٌ خرجوا للتظاهر ردوا عليهم بالمياه الساخنة والرصاص، الناس “دمها حامي” إقتحمت المعسكرات وتسلحت، ووحدات عسكرية انشقت.

(2)

حربٌ أعلنت بين جيشٍ ومتطوعين، وبين جيشٍ منشق ومتطوعين ايضًا.

(3)

حربٌ أهلية، سماها طرفٌ بالثورة المسلحة، والآخر أعلنها حرب للدفاع عن الوطن “وسلطة الشعب”.

(4)

لحماية المدنيين تدخلت دولٌ، سميت من الطرف الأول “طيوار ابابيل”، والآخر قاتلها وأعلن الحرب على العدو “الصليبي الغاشم” المستعمر.

(5)

إنتهى الأمر، أو هكذا قيل.

(6)

الحرب الأهلية الأولى كانت زلزال له إرتدادات

(7)

حروبٌ أهلية في الجنوب بين التبو والعرب؛ حروبٌ قبلية في غرب البلاد

(8)

الحرب الأهلية الباردة في طرابلس ما بين الزنتان ومصراتة مستمرة

(9)

حربٌ أهلية في بني وليد، تنتصر مصراتة فيها (أو درع ليبيا) أمام التلفزيون.

(10)

ماحكَّ المُماحِكون مُماحكاتهم السياسية، واختطف الخاطفون مخطوفيهم، وابتز المبتزون مُبتزِّيهم، وسار السائرون في غير مساراتهم.

(11)

ميليشيات نظامية تقاتل في ميليشيات شبه نظامية في بنغازي بإسم الحرب على الإرهاب في بنغازي والحفاظ على الثورة من الإنقلاب.

ميليشيات شبه نظامية تقاتل في ميليشيات شبه نظامية في طرابلس بإسم الثورة وعدم “سيطرة” ايدلوجية على البلاد.

(12)

حرب السياسة إنتهت، لا شيء يعلو فوق صوت السلاح

(13)

الغراد يقصف داخل المدن، لا بد أن تتجرع كل المدن من ذات الكأس، روح الإنتقام

(14)

برلمان يطالب بتدخل خارجي بعد ان عجز عن إيجاد حل وانفلت الأمر، “وطنيون” يرفضون تدخل الغرب لعدم “خيانة” الثورة.

(00)

ثلاث أعوام من الإحتراب الأهلي الدائم المتقطع، بلادٌ مزقها السلاح واستذكرت كل خلافاتها التاريخية او العرقية، أموال ضُخت لتزيد من النفوس الملوثة، بإسم الدين، وبإسم الوطن، وتارةً بإسم الشعب، وعادةً بإسم الثورة، قُتِل الشعب، من 2011 حتى 2014 وإلى ما بعده ظلَّ الليبييون يتقاتلون دون وعي؛ في البدء انقسم الشعب لقسمان (قسم مع الحرية وآخر عبيد للديكتاتورية) هكذا رأى الطرف الأول، أما الثاني فكان يرى ( قسم مع المستعمر، وقسمٌ يدافع عن الوطن) غاب الطرف الثاني وظل الطرف الأول منتصرًا، أو هكذا ظهر الأمر في البدء، إنقسمَ الأول فخونَّ أصدقاء الأمس بعضهم البعض، المال فعل.

تعطش الجميع للدم، عشقوه، أدمنوا عليه لحد الثمالة، ضجيج آلة الحرب قد يكون نشازًا بالنسبة لك، لكنه لهم أعذب صوت، ولا زقزقة العصافير يا أخي!؛ بادر البعض بمبادرات من أجل المبادرة، واطلق آخرين دعوات حوارٍ من أجل الحوار، وهكذا أستمر الأمر إلى فشل، نظِّمت إنتخابات من أجل الإنتخاب حتى صار لدينا إنتخاباتُ شبه نصف سنوية، تارة انتخاباتٌ محلية، وتارة اخرى تشريعية، وتارة دستورية، قد ننتخب حكومتنا غدًا من يدري؟

إستمرت الحرب، ووجد برلمانٌ جديد نفسه في قلب صراعات عسكرية تدك المدن، فكر في حوارٍ وفشل، فكر في ضغطٍ بواسطة تدخلٍ أجنبي، فنعث بالخائن “للثورة” تلك الثورة التي ما كاد لها ان تحيا لولا ذاك التدخل، هل التدخل هو سباب ما نحن فيه؟ ربما نعم، وربما لا؛ الأمر ينبثق من موقفك إتجاه الحدث، لكن اللعب والإزدواجية تجعلك كاذبًا لا يقيم لعقله وزنًا، ما تكذبش وتعيش كذبتك، ما بين 2011 إلى 2014 مافيش شيء تغير، حرب أهلية مستمرة وقودها الدم.

الحرب هنا مستطونة، في اللاوعي.