قرأنا الكثير عن التحالف مع الشيطان، سمعنا الكثير عن ذلك، حتى إن “شعبنا الليبي العظيم” قد قال نهاية الستينات ’’إبليس ولا إدريس‘‘ كرهًا في الملك إدريس السنوسي الأول، ومن ثم وصفوا من فرحوا بمقدمه -أي معمر القذافي- بالشيطان، والقرد، وإلى أخر القائِمة إلى أن وجد الشعب الليبي العظيم أو وجدنا أنفسنا أمام خياران لا ثالث لهما وإن كان فعلاً يوجد وهو الحياد فهو غير مرحب به من أي طرف وصعب التحقيق اليوم.
لديك شيطانان “إرهاب عسكر” و”إرهاب دين” من تختار أيها المطحون المسكين؟ عن نفسي حسمت الأمر، والأرجح أن الحرب الأهلية الدائرة الآن حسمت رأي جمَّ الليبيين، هكذا أزعم على الأقل! إن كنت ممن يطلق عليهم أو يطلقون عليهم صفة “التيار المدني” فأنت ستدعم “الإرهاب العسكري” وإن كنت من “أعداء الليبرالية والعلمانية” فأنت ستصف لجانب “إرهاب الدين”.
اليوم، كليبي تجد نفسك مخيرًا بين دولةٍ تارة توصف بالدينية، وتارةً بالثورية، فاليمين يدعوك إلى أن تصُف لجانبهم لنصرة الدين ورفع كلمة الإله ونصرةِ الثورة التي قامت على “الطاغوت القذافي” وقوانينه الوضعية، أو أن تكون أمام الدولة المدنية التي ظننا أن “الثورة” قامت لأجلها هكذا قيل لنا في بيانِ إنبلاجها المسمى ببيان إنتصار ثورة 17 فبراير!
بينما تحالف “الثوار” مع “أنصار الشريعة” ليعلنوا رفضهم “الطواغيت وديمقراطية الغرب”، تحالف “المدنيون” أو بالأحرى مدّعييها مع “العسكر” لحماية الدولة، بينما أعلن تحالف الشيطان الثوري الديني على غلبة فكره المتطرف الرافض للديمقراطية، أعلن تحالف الشياطين المدني العسكري على غلبة فكره المدني الملتزم بالنهج الديمقراطي، بعد هذا لأي أحلاف الشياطين قد تنضم؟ إنك ما بين السجن، والتعذيب، وبين أن تذبح وتجلد، إنك مخيرٌ بأن تختار أهون السيء، وأن تأمل بأن خيارك سيأتي بالأفضل اليك!
الأصدقاء قبل الأعداء يقرون بأن قوات مشثب هي من تتبع في أسلوب التفجيرات الإنتحارية، ومع ذلك يجدون لهم العذر، وإن تطلب الأمر حتى الدعم!
— Wissam Salem – وسام (@WissamLY) November 14, 2014
على كل ما في من علاقة العسكر بالمدنية من تضاد، فهي أرحم بقليلٍ من الكثير من تطرف الدين وإرهابه من الإرهاب بِاسم السماء!